ولما كان التدخين من أسوأ العادات التي يمكن أن يعتادها المرء، وأشدها خبثا، وأوخمها عاقبة لأنه يجمع كل هذه الصفات الكريهة وما هو أسوأ منها، فإنه من أول ما يجب تجنبه ومحاربته وتخليص المجتمع من شروره، بدءا من الدائرة الأولى والدعامة الأساسية للمجتمع، وهي الأسرة، وانطلاقا إلى الدوائر الأخرى التي تشكل المجتمع منها جميعاً.

وعلى صعيد الأسرة يضطلع الوالدان بالمسؤولية كاملة حيال الصغير حتى يشب عن الطوق ويصل مرحلة التكليف، فيتلقى المسؤولية عن نفسه ثم يصبح مسؤولا عن الآخرين.

ثم إن التدخين مشكلة اجتماعية واقتصادية خطيرة الأبعاد، متفاقمة الآثار. فهو يرهق ميزانية الأسرة، ويعرض معيلها وسائر أفرادها للخطر الجسيم، ويصل بمتعاطيه إلى الإدمان، ويجبر الصغار إلى تقليد الكبار، فيفسد الأجيال، دون أن تكون منه فائدة تعود على صغير أو كبير.

فللإعلام مثلا دوره الكبير في مكافحة التدخين، وللمدارس والمعاهد العلمية دور كبير في بلورة تفكير الناشئة، ولقد أصبحت فتاوى علماء الإسلام وغيرهم تتواتر مؤكدة أن التدخين وتعاطي التبغ محرما شرعاً. وللقانون والتشريع سلطان على الناس يعطيه دورا جوهريا في مكافحة التدخين. هذا التكامل في الأدوار بين قطاعات المجتمع المختلفة، والهيئات الطوعية والأفراد، هو الذي يمكن أن يكفل لنا النجاح في تحقيق غايتنا وتخليص عالمنا من وباء التدخين وأضراره.

المسئولية مشتركة

Leave a Reply (تعليق)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *